أهم الصعوبات التي تواجه برامج التعليم و التكوين عن بعد

التعليم و التكوين عن بعد عنوان صغير لإستراتيجية طويلة و عميقة لا تستطيع كل دول العالم تطبيقها في ظل سيطرة مجموعة معينة فقط على وسائل الاتصال و تكنولوجياته ، السياسة الدولية الحالية تتجه كلها نحو محاولة تطبيق منظومة تربوية تكنولوجية و رقمية متطورة و وضعها في خدمة المؤسسات التعليمية تطبيقا لإستراتيجية إقتصادية بالدرجة الأولى و إجبارية و حتمية نتيجة انتشار جائحة كورونا في العالم بشكل رهيب و مخيف ، هذا النوع من التعليم و التكوين يمكن تطبيقه على جميع مراحل التعليم العالي و الثانوي و المتوسط و الإعدادي قصد الإستمرار في تقديم الدروس و المحاضرات بطرق مختلفة و عبر العديد من المنصات التعليمية .

أهم المصاعب التي تواجه العملية التقنية :

  • تغطية شبكة الإنترنت  ( Internet coverage network): من أهم التحديات التي تضعها دول العالم و خاصة النامية و الفقيرة في برامجها التنموية هي تغطية أكبر عدد ممكن من المناطق بشبكة الإنترنت قصد توسيع رقعة الإستفادة منها خاصة المؤسسات التعليمية كالجامعات و المعاهد و المدارس و فئة الطلبة بالأخص ، فنسبة التغطية تختلف من دولة لأخرى و من منطقة لأخرى حيث تتحكم فيها نسبة السكان و قدرة الدولة في إقتناء أحدث التجهيزات و التقنيات العالية الجودة لضمان تغطية كبيرة و نوعية ممتازة في ظل تصاعد الإنتقادات اللاذعة بسبب رداءة خدمة الإنترنت و سرعة التدفق البطيئة ، و في ظل احتكار بعض الشركات على هذا المجال و عدم تحسين الخدمة ستظل هذه الخدمات من أهم الحواجز التي تعرقل عملية التعليم و التكوين عن بعد .
  • المصاعب الإقتصادية الاجتماعية : القدرة الشرائية للفرد تعد حجر عثرة أمام تحقيق أهم أهداف التعليم و التكوين عن بعد فمن غير المعقول طلب من رب أسرة تتكون من خمسة أفراد في المتوسط أن تقتني أجهزة لوحية رقمية و حواسيب و تغطية تكاليف إشتراك الإنترنت في ظل تردي القدرة الشرائية و الإقتصادية ، فمبدأ تكافؤ الفرص بين طلبة العلم لم يتحقق بنسب كبيرة ، مما سيخلق فجوة كبيرة بين طلبة القسم الواحد و سيترك آثار نفسية سلبية على الكثير من الطلبة مما أن أحد الأهداف المرجوة تحقيقها من خلق منصات التعليم و التكوين عن بعد سيغطي طبقة من المجتمع دون أن يعمم .
  • التكوين البشري و تأهيله : حتى تستطيع نشر ثقافة التعليم و التكوين عن بعد وسط المجتمع لا بد من القضاء على الأمية الإلكترونية التي لا تزال مجرد فكرة في بعض الدول ، حتى نضمن بأن التقنيات التكنولوجية الرقمية ستستخدم بطريقة صحيحة لا بد من القيام بحملات تكوينية إرشادية تعرف بمنصات التعليم و كيفية استخدامها و الإستفادة منها بشكل جيد ، فالمستخدمون ينقسمون بين المحترف و المتوسط و بين الأمي الرقمي هذا المصطلح المخيف الذي نستخدمه للحث على تعلم تكنولوجيا الاعلام و الاتصال .
  • المنشآت التعليمية و مراكز التكوين : إن النقص الفادح المسجل في استخدام تقنيات تكنولوجيا الإعلام و الاتصال و مختلف البرامج و التطبيقات المعروضة على متاجر جوجل و مايكروسوفت مثلا يعد فشلا ذريعا فب تقديم دروس تعليمية و تكوينية و خاصة أننا نعلم أن معظم أو كلها مجانية الإستعمال و متاحة للجميع دون أي إستثناء و لكل الفئات العمرية و بكل اللغات ، لكن البطء المسجل في استخدامها يعود بالسلب على المتعلمين .

الخلاصة : العامل البشري يبقى دائما سببا في التأخر المسجل في القضاء على الأمية الإلكترونية و خاصة في العالم العربي ، لا بد للحكومات و المنظمات التحرك سريعا لتوسيع و تحسين نوعية الشبكة و سرعتها و تدعيم الأسر و الأفراد و خاصة الطلبة و الباحثين في إقتناء الأجهزة الرقمية للحد من إنتشار الأمية و نشر ثقافة التعليم و التكوين عن بعد .


 

تعليقات